الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **
- حديث آخر: أخرجه البزار في "مسنده" عن معلى بن عبد الرحمن الواسطي ثنا عبد الحميد بن جعفر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي اللّه عنها أن النبي عليه السلام نهى أن تحلق المرأة رأسها، انتهى. قال البزار: ومعلى بن عبد الرحمن الواسطي روى عن عبد الحميد بأحاديث لم يتابع عليها، ولا نعلم أحدًا تابعه على هذا الحديث، انتهى. ورواه ابن عدي في "الكامل"، وقال: أرجو أنه لا بأس به، قال عبد الحق: وضعفه أبو حاتم، وقال: إنه متروك الحديث، انتهى. وقال ابن حبان في "كتاب الضعفاء": يروي عن عبد الحميد بن جعفر المقلوبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد به، انتهى. - حديث آخر: رواه البزار في "مسنده" أيضًا حدثنا عبد اللّه بن يوسف الثقفي ثنا روح بن عطاء بن أبي ميمونة ثنا أبي عن وهب بن عمير، قال: سمعت عثمان يقول: نهى رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أن تحلق المرأة رأسها، انتهى. قال البزار: ووهب بن عمير لا نعلمه روى غير هذا الحديث، ولا نعلم حدث عنه، إلا عطاء بن أبي ميمونة، وروح ليس بالقوي، انتهى. - حديث مخالف لما تقدم: روى ابن حبان في "صحيحه" في النوع الحادي عشر، من القسم الخامس، من حديث وهب بن جرير ثنا أبي سمعت أبا فزارة يحدث عن يزيد بن الأصم عن ميمونة أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ تزوجها حلالًا، وبنى بها، وماتت بسرف، فدفنها في الظلة التي بنى بها فيها، فنزلنا قبرها أنا، وابن عباس، فلما وضعناها في اللحد، مال رأسها، فأخذت ردائي فوضعته تحت رأسها، فاجتذبه ابن عباس، فألقاه، وكانت قد حلقت رأسها في الحج، فكان رأسها محجمًا، انتهى. وأما أمرهن بالتقصير، فأخرجه أبو داود في "سننه" [عند أبي داود في "باب الحلق والتقصير" ص 272.] عن محمد بن بكر عن ابن جريج، قال: بلغني عن صفية بنت شيبة، قالت: أخبرتني أم عثمان أن ابن عباس، قال: قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: "ليس على النساء الحلق، إنما على النساء التقصير"، انتهى. قال أبو داود: وحدثنا أبو يعقوب البغدادي - ثقة - ثنا هشام بن يوسف عن ابن جريج عن عبد الحميد بن جبير عن صفية بنت شيبة به، سواء، قال ابن القطان في "كتابه": هذا ضعيف ومنقطع، أما الأول فانقطاعه من جهة ابن جريج قال: بلغني عن صفية، فلم يعلم من حدثه به، وأما الثاني: فقول أبي داود: حدثنا رجل ثقة - يكنى أبا يعقوب - وهذا غير كاف، وإن قيل: إنه أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن أبي إسرائيل، فذاك رجل تركه الناس، لسوء رأيه، وأما ضعفه، فإن أم عثمان بنت أبي سفيان لا يعرف حالها، انتهى. وأخرجه الدارقطني أيضًا في "سننه" [روايات الدارقطني كلها في: ص 177 - ج 1.]، والطبراني في "معجمه" عن أبي بكر بن عياش عن يعقوب بن عطاء عن صفية بنت شيبة به، وأخرجه الدارقطني أيضًا، والبزار في "مسنده" عن حجاج بن محمد عن ابن جريج عن عبد الحميد بن جبير عن صفية به، قال البزار: لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه، انتهى. وأخرجه الدارقطني في "سننه" عن ليث عن نافع عن ابن عمر، قال في المحرمة: تأخذ من شعرها قدر السبابة، انتهى. وليث هذا الظاهر أنه ليث ابن أبي سليم، وهو ضعيف. - الحديث السابع والثمانون: قال عليه السلام: - "من قلد بدنة فقد أحرم"، قلت: غريب مرفوعًا، وقفه ابن أبي شيبة في "مصنفه" على ابن عباس، وابن عمر، فقال: حدثنا ابن نمير ثنا عبد اللّه بن عمر عن نافع عن ابن عمر، قال: من قلد فقد أحرم، انتهى. حدثنا وكيع عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس، قال: من قلد أو جلل أو أشعر فقد أحرم، انتهى. ثم أخرج عن سعيد بن جبير أنه رأى رجلًا قلد، فقال: أما هذا فقد أحرم، انتهى. ورد معناه مرفوعًا، أخرجه عبد الرازق في "مصنفه"، ومن طريق البزار في "مسنده" عن عبد الرحمن بن عطاء بن أبي لبيبة أنه سمع ابني جابر يحدثان عن أبيهما جابر بن عبد اللّه، قال: بينا النبي عليه السلام جالس مع أصحابه إذ شق قيمصه حتى خرج منه، فسئل، فقال: واعدتهم يقلدون هدي اليوم فنسيت، انتهى. وذكره ابن القطان في "كتابه" من جهة البزار، فقال: ولجابر بن عبد اللّه ثلاثة أولاد: عبد الرحمن، ومحمد، وعقيل، واللّه أعلم، من هما من الثلاثة، انتهى. وأخرجه الطحاوي في "شرح الآثار" [عند الطحاوي في "باب الرجل يوجه بالهدي إلى مكة" ص 439 - ج 1] عن عبد الرحمن بن عطاء عن عبد الملك بن جابر بن عتيك [كذا في "التهذيب" ص 388 - ج 6.] عن جابر، قال: كنت جالسًا عند النبي عليه السلام في المسجد فقدّ قميصه من جيبه، حتى أخرجه من رجليه، فنظر القوم إليه، فقال: إني أمرت ببدني التي بعثت بها أن تقلد اليوم وتشعر، فلبست قميصي ونسيت، فلم أكن لأخرج قميصي من رأسي، وكان بعث ببدنه، وأقام بالمدينة، انتهى. وضعف عبد الحق في "أحكامه" عبد الرحمن بن عطاء، ووافقه ابن القطان، قال ابن عبد البر: لا يحتج بما انفرد به، فكيف إذا خالفه من هو أثبت منه؟! وقد تركه مالك وهو جاره، انتهى.
|